الكلمة الثامنة

راقبوا! أرشدوا الناس، أرشدوا الضالِّين! لا تُضلوا النّاس! لتكن [أعمالكم] بنحو تُرضون الله (لا رضا الأفراد!) استعيذوا بالله في الكلّيات والجزئيّات. لا تغفلوا [و لو] لحظة واحدة! أنتم لستم كشخص عادي، أي شيء يحصل أي عمل تعملون -في الكلّيات والجزئيّات- ينظرون إليكم ويواظبون أن يعيبوا عليكم!

لا تخافوا من إشكال وكذب الآخرين، ما دامت يدكم متصلة بالأعلى! اجعلوا فوق رؤوسكم حبلاً وتمسّكوا به، اتّكئوا دائماً على الله وعلى إرادة الله، اجعلوه ناصراً ومعيناً لكم! لا تنظروا إلى زيد وعمرو وبكر، إنّه جيّد معكم أو سيّء، انظروا أن يكون الله راضٍ عنكم، هذا هو الملاك! ولو أنّ جميع العالم ليسوا راضين عنكم، هو [الله] راضٍ عنكم، لا يهمّ أنّ الآخرين راضون أو لا، يعجبون بكم أو لا!

طبعاً، في وسائل [تحصيل رضا الله والقرب إليه] يكون الشيء المختصر والمؤثّر والمفيد، [هو] الصّلوات الكثيرة[1] ومعها يرفعكم الله، صلوات مع العشق والمحبة [ترفع الإنسان].

هو [الله] حاضر ويرانا [لكن] نحن لا نراه، كما أنّ إمامنا هو حاضر، ونحن عنه غائبون!

[ينقل رجل كان في النجف]: كان عندنا أستاذ يخبر عن المغيّبات. كنت أنا خادمه وتلميذه و كان مصروف بيته لدي. كان يقول: «ما شاء قلبك [أن تشتريه لي]، استخر واشتر، ما عدا التنباك - كان مخالفاً للتنباك -أحد الأيام [حيث كنت أمشي خلفه[2]] قلت في قلبي: [هل] يستطيع شخص أن يخبر عن المغيّبات غير الأئمة(عليهم السلام)؟ كأنّه سمع، [رجع إليّ و] قال: «نعم، المؤمنون يعلمون الغيب!».

هذا ميسّرٌ من طريق الاتصال بالله، وهذا الأمر موجود للإمام (عليهم السلام)، إمام الزّمان | يسمع كلامي قبل أن تسمعوه أنتم منّي!

لا تتركوا اليقينيّات، ليكن عملكم له [لله]!

إذا صرتم رؤساء، كونوا صادقين. يجب أن يكون [عملكم] على النحو الّذي تعلمون أنّ الله ووليّ الله ناظران وبصيران في جزئيّات وكلّيات أعمالكم دائماً!

وفّقكم الله كي لا يستطيع شياطين الإنس والجنّ أن يتصرّفوا فيكم، ولا يستطيعوا أن يسلبوا يقينياتكم!

اعملوا العمل الّذي لا تكون فيه ندامة، عمرو بن العاص ـ الّذي كان يتراءى أنه مرتقٍ[3] في الدنيا ـ عند الموت كان إصبعه في فمه، يحكي عن حاله: «أنا نادم!». لا يوجد شخص مات بهذه الحالة من الندم! أنا لم أسمع أو لا أذكر أنّ شخصاً غيره جعل إصبعه في فمه حال الموت! لا تعملوا العمل الّذي تندمون آخره. [إذا أردتم أن تعملوا هذا العمل] اندموا في أوّله! النّدم علامة، أنّه لا ينبغي أن تفعلوا هذا العمل!

عمل سهل وصغير ـ بعد ملاحظة الواجبات والمحرّمات ـ هو ذكر الصّلوات، الصّلوات توجب المحبّة، والمحبّة ترقى [بالإنسان] إلى الأعلى!

 

[1] يقصد سماحته الصّلاة على محمّد و آل محمّد.

[2] أي نفس الخادم.

[3] أي أنّه كان يرتقي دنيوياً من كسب الأموال و الرئاسة و غيرها من الأمور الدنيوية.