البيان الثالث

من بيانات لسماحته (البالغ مناه)

بيان سماحته حول الانتخابات

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة على سيّد الأنبياء محمّد وآله السّادة الأوصياء الطّاهرين.

وبعد لمّا تكرّر السّؤال عن المشاركة في الانتخابات فيُبيّن ما أُظهِر في جوابهم.

إنّي سأتعرض للنّواحي الإيجابيّة والسّلبيّة.

الأشخاص الّذين بنوا أمرهم أن يشاركوا في التصويت أو الانتخاب، يجب أن يكونوا متذكّرين، أنّ الأشخاص الّذين يحقّ لهم أن يُنتخبوا ويكونوا أمناء النّاس المؤمنين في أُمور الدّين والدّنيا، [يجب] أن يكونوا من الرّجال ذوي العقل الكامل الكافي، والإيمان الكامل، من الشّيعة الاِثْنَىْ عشريّة، ويكون لديهم علم بالمسائل الشرعيّة في [الأُمور] الشخصيّة والاجتماعيّة، وأن يكونوا شجعاناً.

وأن يكون من الّذين هم في ما يقدمون وفيما يتركون لا يخافُونَ في الله لومة لائم، وأن يكونوا بعيدين عن الرّشاوى والتّخويفات ونحو ذلك.

لا ينظرون إلى ما كان عليه الحال لحدّ الآن، بل ينظرون ماذا يجب أن يحصل من الآن، وماذا يجب أن لا يحصل.

ويجب أن يكونوا أتقياء وممّن يخافون الله عزّ وجلّ، يرجّحون إرادة الله عزّ وجلّ على كلّ شيء.

إذا كانوا فاقدين لبعض الصّفات، [فـ]هم ليسوا أهلاً للائتمان، والتّصويتُ للفاقدين لا أثرَ له، بل هو غيرُ جائزٍ أيضاً، [و] المشكوك متروكٌ أيضاً.

إذا كانوا فاقدين لبعض الصّفات، [فـ]هم ليسوا أهلاً للائتمان، والتّصويتُ للفاقدين لا أثرَ له، بل هو غيرُ جائزٍ أيضاً، [و] المشكوك متروكٌ أيضاً.

الفحص أيضاً يجب أن يكون كاملاً، ومن دون مدخليّةِ الصّداقة والعداوة في الأمور النفسيّة.

ليعلم، أنّه حال الإدلاء والأخذ بالرّأي، الله العظيم ناظرٌ إلى تمام خصوصيّات الجميع.

الأشخاص الّذين هم واجدون للخصوصيات المذكورة ممّن يجوز الإدلاء والأخذ بالرّأي لهم، يصبح [انتخابهم] واجباً مع الاستطاعة ، [فيما] لو علموا أو احتملوا أنّ فاقد بعض الشّرائط سيأخذ الأصوات.

لاحظوا دول الكفر [أنّهم] كيف ينَتخبون ويُنتَخبون، ومن ينتخبون، ومن أيّ الطرق يُنتخبون، وأيّة آراء يطرحون في مجالسهم، وأيّة عمليّات تقوم بها دولهم وفقاً لقانون المملكة وعلى خلاف قانون العقل والدّين، حتّى أديانهم المنسوخة، الّتي فسادها وإفسادها واضح لجميع عقلاء الدّنيا، [و أنتم] خالفوا في كيفيّة أعمال أولئك وكيفيّة وسائل وأسباب ومسبّبات أولئك[1]، ممّا لا يتطابق مع أيّ دين أصيل وأيّ قانون يرتضيه العقل.

عصمكم الله وإيّانا من الزلاّت كلّها بمحمّد وآله الطّاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. 

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 كتاب الناصح، ص 297

[1] أي الكفّار.