مرآة جمال الحقّ

أسعد الله أيامكم
17-rabi

يقول الله سبحانه: «ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»[1] أي ادع الناس إلى الله تعالى باللطف وبأسلوب هادئ، بالحكمة والمنطق، أو بالموعظة الحسنة والكلام الطيب. ويقول أيضاً:«فبما رحمة من الله لنت لهم»[2].

والنبيّ الأكرم (ص) هو مَظهر صفة الرحمة الخاصة للحق تبارك وتعالى: فهو «بالمؤمنين رؤوف رحيم»[3]، وهو مرآة جمال الحق حيث ظهر فيه نور الرحمة وشع منه للآخرين، دون أن يكون ذلك له بالذات، فهو كالمرآة التي تعكس نور الشمس على الأشياء الأخرى، فالمنعكس في الحقيقة نور الشمس لا نور المرآة. والله تبارك وتعالى يخاطب نبيّه قائلاً: «لعلّك باخع نفسك ألاّ يكونوا مؤمنين»[4]. ويقول أيضاً:«فلا تذهب نفسك عليهم حسرات»[5]. أي هل تريد أن تزهق نفسك من المشقة والتعب، فتقضي عليها من شده رحمتك ورأفتك بالمؤمنين في سبيل هدايتهم وإرشادهم.

 العبد محمد تقي البهجة

[1] ـ النحل: 125.

[2] ـ آل عمران: 159.

[3] ـ التوبة: 128.

[4] ـ الشعراء: 3.

[5] ـ فاطر: 8 .