بيانٌ بمناسبة تخريب مقام الإمامين العسكريين صلوات الله عليهما.
مع التّسلية والعزاء للصاحب الأعظم[1] لجميع أمثال هذه المصائب، والدّعاء لتعجيل الفرج بإذن الله الأجلّ. يتبيّن أنّ الجُهّال يظنّون أنّهم بتخريبهم لقبور الأئمّة صلوات الله عليهم، يمكنهم استيصال التشيّع من أساسه.
إنّ الشّيعة وسادتهم وأعاظمهم قد واجهوا في زمان أئمّتهم ما هو أشدّ من التّخريب[2]، و[قد رأوا] أنّه أيضاً بعد تبديل التّخريب إلى العمار، قد زادت قوّة إيمانهم في الصّورة والمعنى[3].
منذ زمن السّادة عليّ وفاطمة (عليهما السّلام) إلى [زمن] زيد ويحيى (عليهما السّلام) واحداً تلو الآخر، و[زمن] المقتولين على يد العباسييّن وما خرّبه الملعون المتوكّل وكذا متوكّل كلّ زمان، كلّ ذلك كان مشهوداً لأئمّة الحقّ(عليهم السّلام).
ومع إخبارهم(عليهم السّلام) بفساد أعداء الإيمان وإفساداتهم إلى خروج السّفياني الّذي هو من حتميّات ما قبل ظهور الدّولة الحقّة عجّل الله فرج صاحبها و[كذلك] غير الحتميّات.
وقد أخبروا بما حلَّ وسيحلّ بأهل الإيمان قبل الظّهور، إلى حدِّ أن قالوا(عليهما السّلام): «نحن صُبَّر وشيعتنا أصبر منّا، لأنّا صبرنا بعلم، وشيعتنا صبروا على ما لا يعلمون»[4].
مع كلّ هذه الأمور ، المؤمنون الثلاثة[5] [في] ذلك الزمان وقد بلغوا [الآن] إلى أكثر من ٤٠٠ مليون شيعيّ كثّر الله أمثالهم.
يجب على أهل الحقّ كلّهم تشخيص وظيفتهم العمليّة من قبيل: المسارعة في الإعمار الكامل لكل ما خرّبه الظّالمون والفاسقون، والتّأكيد على إقامة مجالس الدّرس والتّدريس لأحكام أهل البيت(عليهما السّلام) الثابتة، ومجالس العزاء وبيان فضائلهم وإنشاء المدائح والمراثي وإيصال الخدمة لضعفاء الشّيعة وأوليائهم، على النحو الّذي يصوّبه علماء الشّيعة ومع البكاء بقلب محروق، الّذي يوجب الاتّصال الرّوحيّ والمعنويّ بهم(عليهما السّلام)، والقرب المعنويّ إلى المبدأ الأجلّ الأعلى.
وإن لم يفهم الجهّال فوائد ذلك، وما يوجبها من التّظاهرات المشروعة.
نسأل الله تعالى أن ينزل عذابه الدنيويّ والأُخرويّ على الكفّار والمنافقين وظالمي آل محمّد(عليهما السّلام) وشيعتهم ومحبّيهم وأن يعجّل في هلاكهم الصّوريّ والمعنويّ عاجلاً في الدّنيا قبل الآخرة، بتعجيل الفرج وعدم إمهال أولئك الظّالمين أكثر من هذا الفساد والإفساد.
كتاب الناصح، ص 291
[1] أي الإمام الحجّة (عج).
[2] أي من تخريب بيوتهم و دورهم و قبورهم و من التشريد و التطريد.
[3] أي في الظّاهر و الباطن.
[4] التفسير الصافي للفيض الكاشاني، ج ٣، ص ٦٨.
[5] أي سلمان و أبو ذر و المقداد (عليهم السّلام).